نجحت خلال سنوات قليلة في أن تحدث تأثيرا اجتماعيا وثقافيا وإنسانيا بالغ الأهمية، ففي مجال محو الأمية وضعت استراتيجية برنامج «التعلم لحياة أفضل» بالتعاون مع «اليونيفام» والصندوق الاجتماعي للتنمية ووزارة التضامن الاجتماعي. إنها د. راندا رزق أستاذة الإعلام التربوى بجامعة القاهرة والملحق الثقافى بكازاخستان سابقا التى اختارتها الشبكة العربية والإفريقية لبناء حملات قضايا التعليم للجميع، وتكليفها من قبل جامعة الدول العربية لصياغة استراتيجية محو أمية المرأة العربية، وفى مجال الثقافة أخرجت أوبريت «أطفال الشوارع» مع المجلس العربي للطفولة والتنمية، وأوبريت «أطفالنا حقوقنا» لخدمة قضايا الطفولة في إطار الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، كما أسهمت في مجال إصلاح التعليم كمروج لعمليات بولونيا التابع لبرنامج «تمبس» بالاتحاد الأوروبي، بجانب وضع دراسة مهمة في التسويق الاجتماعي لسياسات القبول بالجامعات.
حصلت على الدكتوراه في «سيسولوجية النوع الاجتماعي» مع مرتبة الشرف وماجستير في «الانثروبولوجية»، ودراسات حرة في الدعوة وكسب التأييد والتسويق الاجتماعي من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ودبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية، وحظيت بشغل مناصب عدة في العديد من الهيئات والمنظمات الحكومية والأجنبية، منها خبير التنمية الاجتماعية بالأمم المتحدة، واستشاري المسئولية المجتمعية للقطاع الخاص بالأمم المتحدة، وعملت مسئول الاتصال الخارجي والدعم الفني ومنسقا وطنيا ممثلة لوزير التضامن الاجتماعي للعديد من الجهات الدولية والمانحة مثل اليونيسيف، وعملت مستشارا للعديد من الوزراء، وساهم الأثر الذي أحدثته خلال مشوارها المهني في اهتمام العديد من المنظمات العالمية بالاستفادة من خبراتها الواسعة، فاختارتها منظمة الصحة العالمية المنسق القطري في العديد من مبادراتها مثل «الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ والدعوة وكسب التأييد في مصر» ومبادرة «1000 حياة1000 مدينة».
حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير المهمة وتكريمات من منظمات وهيئات وحصولها على جائزة الكاتبات الشابات لسنة 2003 عن مجموعة قصصية بعنوان «وزارة الوفيات وساكسونيا وفأر تجارب وبدل فاقد» وإبداعات أخرى كثيرة.
– الرئيس عبدالفتاح السيسي أولى المرأة المصرية اهتماما خاصا فكانت في مقدمة أولوياته… حدثينا عن ذلك؟
هذا حقيقى فمنذ توليه سدة الحكم منح المرأة اهتماما كبيرا حيث حصولها على حقوقها والكثير من الامتيازات. ونشهد الاحتفال بيوم المرأة والذي يضم نساء مصريات رائدات ولهن تأثير على المجتمع وأن مثل هذه المبادرات تبرز أهم الأعمال التي تقوم بها الدولة في إطار تمكين المرأة.
المرأة حاليا مشاركة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن والرياضة وكل شيء، وأصبحت تلعب دورا قياديا في تلك المجالات، حصلت على أعلى نسبة تمثيل في البرلمان وأعلى عدد وزيرات في الحكومة، وتم تعيين قاضيات في مجلس الدولة لتكون أول امرأة تصعد منصة القضاء لأول مرة في تاريخ مصر.
هذا الدعم يدعونا للفخر حيث دعمه للمرأة بصورة مستمرة في مختلف المجالات، وأنا أشعر بالسعادة البالغة لأنني رأيت وعشت هذه اللحظات السعيدة لكل امرأة مصرية مخلصة.
– وكيف ترين تحقيق حلم الجمهورية الجديدة؟
الجمهورية الجديدة كانت حلما وأصبحت واقعا الآن يتحقق بفضل رؤية الرئيس السيسي الذي وضع قواعد التطوير للبشر والحجر، وهو حلم تأخر كثيرا جدا ولم يكن هناك من يسعى لتحقيقه أو العمل عليه، ولكن يجب علينا مساندته لتحقيق رؤية مصر 2030 من أجل أن نصبح دولة عظمى لا يمكن لأحد أن يلوي ذراعها.. ومفهوم الجمهورية الجديدة ليس كلاما فقط لكن على أرض الواقع، ويمكن أن تراه في القرى والنجوع من تطوير للبنية التحتية والصرف والمدارس والنظم الصحية، ويمكن أن تراه في المدينة من تطوير مستمر للطرق وتوسعة وإزالة العشوائيات وبناء مدن جديدة للشباب، ويمكن أن تراه في المشروعات القومية العملاقة في كل القطاعات وعلى جميع المستويات.
– شهدت المرأة تمكينًا فى مجالات كثيرة ..فمًا رأيك؟
أراها الأعظم، فالمرأة المصرية تكون فاعلة بفضل ما تتلقاه من دعم من القيادة السياسية.. يوجد العديد من النساء الرائدات اللاتي يعملن على النمو الاقتصادي للدولة، ولهن مناصب مهمة في العديد من الشركات، ونرى العديد من النساء يشغلن مناصب حكومية مهمة ومنهن العديد من الوزيرات والمستشارات ومن أهم المناصب التي تولت المرأة القيادة فيها حديثاً وتم تعيينهن لأول مرة في منصب قضائي، وذلك كان لتحقيق المساواة وجعل المرأة شريكة في العدالة.
– هل ترين أن ما تحقق يرضي طموحك كامرأة أم مازلت تتطلعين إلى الأفضل؟
لا يوجد حدود لطموح المرأة، الجهود التي تم بذلها هائلة وتم تحسين الكثير من الأوضاع، ونأمل في المستقبل القريب الأفضل لتحقيق رؤية 2030 وسوف تحقق المرأة المساواة والعدالة التي نطمح إليها في ضوء تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي بدورها تساعد في تمكين المرأة وفتح جميع الأبواب أمامها وتذليل العقبات، لذلك أقول إن المرأة تعيش أزهى عصورها وعليها أن تحقق طموحاتها.
– تعتبر مصر من أوليات الدول التي تطلق أول استراتيجية وطنية لتمكين المرأة المصرية…فما الملامح التي رسمت هذه الاستراتيجية؟
يجب على المرأة المصرية أن تفخر بما وفرته الدولة من إمكانات لمساعدتها على تحقيق أهدافها في النجاح وأنها من أوليات الدول التي تطلق استراتيجية كاملة لدعمها، وبنيت هذه الاستراتيجية لكي تتغير نظرة المجتمع الثقافية عن المرأة وحماية المرأة من خلال القضاء على الظواهر السلبية التي تهدد حياتها، وبناء فئات المجتمع لتمكين المرأة، ومساندتها في الحصول على حقوقها القانونية.
– وبماذا تنصحين المرأة المصرية خلال الفترة القادمة بمجالات تتخصص فيها وتكون مناسبة لاحتياجات المجتمع؟
لا يوجد مجال الآن حكر على نوع واحد من البشر فالمرأة أصبحت موجودة بقوة في كافة المجالات حتى ميادين القتال أصبحت جزءا منها، ولكن بالنظر إلى وضع سوق العمل أنصح السيدات بالتوجه إلى قطاعات التكنولوجيا والاتصالات والصناعات اليدوية فهي المستقبل والحاضر، وتتسابق الدول الآن في تلك المجالات لأنها ستصبح المسيطرة على كل الاعمال في المستقبل.
– ماذا ينقص المرأة المصرية من إمكانات ترين أنها يجب أن تهتم بها لتكون على قدر المسئولية في الجمهورية الجديدة؟
لا ينقص المرأة أي شيء الآن سوى تحقيق طموحاتها على أرض الواقع وهو ما يساعد على تحقيقه سيادة الرئيس، من خلال الدعم المقدم للمرأة وفتح جميع الأبواب أمامها وتذليل العقبات، لذلك أقول إن المرأة تعيش أزهى عصورها وعليها أن تحقق طموحاتها.
-لماذا اخترت مجال التنمية المجتمعية…وهل ترين أن هذا المجال مناسب للمرأة؟
منذ صغري أحب مساعدة الآخرين وهذا ما ربتني عليه والدتي الدكتورة زينب والتي لها الفضل الكبير في نشأتي بهذا الشكل، ثم توالت الأعمال تباعا في المؤسسات والجمعيات الأهلية، فوجدت نفسي في ذلك المجال، فلا يمكنك تصور مدى إحساسي بالرضا والبهجة عندما تجد نتيجة عملك تظهر في ابتسامة شخص أو تحصل على نظرة رضا..واستطعت من خلال العمل المجتمعي ان أحظى بفرص لمساعدة أكبر شريحة من البشر سواء من خلال فترة تعاوني مع الأمم المتحدة، أو من خلال المجلس العربي للمسئولية المجتمعية ومؤسسة حياة وجمعية فتيات مصر وغيرها..وبالطبع مجال المجتمع المدني هو أبرز مجال حققت فيه المرأة إنجازات على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي بل إن أغلب العاملين في ذلك المجال من السيدات.
– لا سقف لطموحات وأحلام المرأة في الجمهورية الجديدة..كيف ترين ذلك؟
المرأة هي التي تشكل المجتمع في الأساس وتبني وتطور وتستثمر داخل أبنائها، فكان لابد من الاهتمام بالأساس والمؤسس قبل أن نتحول إلى الجمهورية الجديدة، وبالفعل نجد المرأة قد زادت حظوظها في كافة المجالات بعد أن كانت شبه معدومة من قبل ومثال على ذلك تعيين 98 قاضية في مجلس الدولة للمرة الأولى في تاريخ مصر، وزيادة نسبة السيدات في الحكومة في عهد سيادته وكافة الوظائف الحكومة وكذلك التمثيل في البرلمان، لذلك لا سقف لطموحات وأحلام المرأة في عهد الرئيس السيسي.
– كيف ترين حروب الجيلين الرابع والخامس وتأثير ذلك في وعي المواطنين بخاصة المرأة المصرية في الجمهورية الجديدة؟
فطن الرئيس السيسي منذ الوهلة الأولى لتلك المشكلة فقام بتوجيه خطابه للمرأة لأن المرأة نصف المجتمع ومع الأسف أغلب النساء كن يقعن ضحية للشائعات والمعلومات المغلوطة التي كانت تبثها الجهات المعادية لمصر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر الأجواء التشاؤمية اعتمادا على أن النساء أكثر عاطفة من الرجال ويسهل ترويج تلك الامور الهدامة بينهم.. ومن هنا تم توجيه المرأة المصرية إلى الاتجاه الصحيح لحمايتها من تلك الحروب المتطورة التي دمرت بعض البلدان، ولم نسمع بها من قبل، وبالفعل نجد هناك مسار تحول في طريقة تعامل السيدات مع تلك الشائعات وأصبحن خط دفاع فى الدولة ضد مثل تلك الحروب.
– «حياة كريمة» تهتم بالمواطن المصري خصوصا المرأة.. ما المكاسب التي ستجنيها المرأة من هذه المبادرة؟
بالطبع ستنال المرأة عدة مكاسب بخاصة النساء المعيلات والعاملات في القرى والمناطق المهمشة والنائية والمرأة إحدى الفئات السبع المستهدفة في المبادرة،ويظهر ذلك في ركائز المبادرة التي تقضي بالتخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا في الريف والمناطق العشوائية، ونجد في تلك الأماكن أن المرأة لها النصيب الأكبر في إعالة الأسر، وكذلك التنمية الشاملة للتجمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للأسر المستهدفة، وهنا نجد أن النساء المعيلات بالكامل من ضمن المستهدفين فيما تعمل الركيزة الرابعة من المبادرة على توفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم وتجمعاتهم المحلية وهنا نجد أن النساء العاملات وصاحبات المشروعات الصغيرة هن الأكثر استفادة.. وعلى مدار عقود يسمع المواطنون عن النمو الاقتصادي ولكن لا يشعرون بأي انعكاس لهذا النمو، وفي مبادرة الرئيس هذه تعمل على إشعار المجتمع المحلي بفارق إيجابي في مستوى معيشتهم. وكذلك تعمل «حياة كريمة» على تنظيم صفوف المجتمع المدني وتطوير الثقة في كافة مؤسسات الدولة وهو ما كان مفقودا من قبل، حيث تذهب أعمال مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية مع الريح نظرا لقلة التنظيم والتنسيق، كما أن النساء كن يعانين من مرض الشك في المؤسسات الحكومية وخاصة الصحية، وهو ما كان يسبب انتشار الأمراض النسائية بشكل كبير، ناهيك عن الزيادة السكانية التي تضر البلاد نظرا لجهل بعض النساء بأهمية الأمر وخشيتهن من التعامل مع مراكز تنظيم الأسرة.
– وكيف رأيت مبادرة الحفاظ على صحة المرأة وكذلك مبادرة سجون بلا غارمات؟
هناك اهتمام كبير من الدولة بالأقليات والفئات المهمشة، وللمرأة والشباب النصيب الاكبر من الاهتمام، وظهر ذلك جلياً في مبادرات مثل «صحة المرأة وسجون بلا غارمات» وكان لنا الشرف في العمل على المبادرة الأخيرة، وهي المبادرة الأبرز والأهم بخاصة مع تزايد الغارمات في السجون واستغلال بعض التجار لظروف المواطنات وإجبارهن على توقيع إيصالات أمانة ثم مضاعفة المبالغ عليهن بشكل كبير في حالة تأخرهن عن السداد، وهو ما هدد بتفكيك وانهيار بعض الأسر غير القادرة، ومن هنا تجلت عظمة المبادرة التي حافظت على كيان الأسرة الموحد ومنعت انهياره.
Leave a Reply