ليس هناك عاقلاً يمكن أن لا يجزم أن فوز الرئيس السيسي بمدة رئاسية جديدة أمر لا شك فيه، ولا يمكن أن ينكر أي شخص على دراية بالشأن المصري أن فوز الرئيس السيسي سيكون بإكتساح أيًا كان من ينافسه، فالرجل استحوذ على قلوب المصريين وعقولهم منذ اللحظة التي قرر فيها تحمل مسؤوليته تجاه هذا الوطن، وعزز هذه الثقة بالعديد من الإنجازات التي لمسها الجميع خلال فترة ولايته الأولى.
من المحزن أن الثقافة القديمة التي كانت تسيطر على أجواء الانتخابات الرئاسية -أو أي انتخابات- مازالت متداولة حتى الآن، فثقافة الإنفاق على مواد الدعاية الانتخابية التي تستهلك مبالغ طائلة مازالت هي الثقافة السائدة، فيبدوا أن رجال الأعمال لا يزالون يفكرون بطرق تقليدية لا تتماشى مع روح العصر الجديد الذي تخطوا مصر نحوه بخطوات حثيثة، غير مدركين أن الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي أضحت ترسم سياسات جديدة ذات أطر أكثر عصرية لتنفيذ هذه السياسات، وبالتالي على رجال الأعمال البحث عن أساليب جديدة تواكب هذا التطور.
أطمح أن تكون حملة الرئيس السيسي خارج الصندوق، حملة نابعة من فهم ما يدور في عقل الرئيس وطريقته في التعامل مع الأمور ورؤيته للمستقبل، ماذا لو قام كل رجل أعمال أو مجموعة من رجال الأعمال بعمل مشروعًا تنمويًا أو خدميًا في إطار دعمه للرئيس، ماذا لو خصصت هذه المبالغ الضخمة التي تنفق على المواد الدعائية لعمل مشروعات مستدامة لدعم المصريين، تخيل أن دعمك للرئيس السيسي لن يقتصر على فترة الانتخابات الرئاسية ولن تزول آثاره بإنتهاء آثار الانتخابات، بل سيستمر أثره بشكل مستدام ويساهم في دعم الدولة ومواطنيها.
لا أشك أبدًا في حبهم الحقيقي لفخامة الرئيس وإيمانهم بأن استقرار مصر وأمنها مرهون ببقاءه في سدة الحكم، لكن ما أفكر به هو ضرورة أن تتم ترجمة هذا الحب بطريقة أكثر حداثة، فعلى سبيل المثال كانت الحملة الشعبية لدعم الرئيس السيسي في ولايته الأولى في 2014 من أروع الحملات، لأنها جاءت من القلب، كانت حملة شعبية بامتياز طغت فيها عفوية المصريين في تعبيرهم عن حبهم وثقتهم في الرئيس على سعي بعض رجال الأعمال الذين يعتقدون أن دعم الرئيس ربما يمنحهم بعض المزايا كما كان يحدث في السابق.
في الحقيقة الرئيس السيسي ليس بحاجة إلى حملة انتخابية تقليدية وأعتقد أنه لو سُئل عن الطريقة المثلى لدعمه بالقطع سيكون انحيازه لتوجيه هذه الأموال الضخمة لدعم هذا الشعب، فهذه طريقته الدائمة للتعامل مع الأمور ورؤيته الراسخة لمستقبل هذا الشعب.
Leave a Reply