أستعير بكل فخرٍ وتحدٍ، وسط أحزانى وغضبى وقهرى، كلمة الرئيس فى خطابه للأمة ردًا على حادث الشيخ زويد المأساوى، وتداعى إلى ذاكرتى مشهد تسلم جثمان أخى الشهيد بطائرة تونس، فشعرت بكم الألم الذى تشعر به أسر شهدائنا البواسل، والكواليس الدرامية التى تحول قصة كل شهيد إلى سيناريو سينمائى.
سيدى الرئيس، كم خلقت كلماتك حالة من التحدى والطاقة الإيجابية، التى تؤكد لنا أننا قادرون على تجفيف منابع الإرهاب، مهما كلفنا ذلك من ثمن، مُحتسبين شهداءنا أحياءً عند ربهم يرزقون، وندعوا الله أن يُلحقنا بهم ويرزقنا مكاناتهم، فلسنا أقل من بلد المليون شهيد.
ولكن مع تكرار تلك الحوادث الأليمة بات هناك تساؤل يطرح نفسه، لصالح من أن يكون القاتل والضحية مصريين ؟ وكيف يقع الحادث مع بداية الأشهر الحرم، مما يعنى خرقًا لكل القيم وكافة الأديان السماوية التى تُحرم سفك الدماء وتنبذ العنف وتدعوا للسلام والمحبة.
هذا الشعب العظيم لن تُثنى هذه الحوادث الخسيسة عزيمته، كما لم تثنيه هزيمة 67 عن تحطيم خط بارليف وتحرير أرض الفيروز وابهار العالم فى حرب 73، وكسر إرادة الأمبريالية الغربية الأمريكية فى 30 يونيو، والتأكيد على التخلص من التبعية إلى الأبد، ورسم خريطة استراتيجية جديدة وإعادة توزيع القوى فى المنطقة، وإن كنا نعزى ذوى الشهداء، فقد اختاركم الله فى العليين وهى مكانة الصديقين والرسل، أهديتم دماء فلذات أكبادكم فداء للوطن، لكن كونوا على ثقة أننا سنتحدى وستسير القافلة، ولن تضيع دماء شهدائنا سدى، وعلى الباغى تدور الدوائر.
سيدى الرئيس استوعبنا كلماتك الممزوجة بالحزن والأسى والغضب والتحدى، واثقين أنك الأب والمعلم والقائد، فسر على بركة الله، ليس كل سقوط نهاية، فسقوط المطر أجمل بداية، نموت نموت وتحيا مصر.
Leave a Reply