سيدي الرئيس، هناك خلط تبديه النوايا الحسنة لفخامتكم وما تسره النواياالسيئة لدى البعض تجاه العديد من القضايا،أوضح للجميع ان صندوق “تحيا مصر”، الذى تبرع له كل المصريين، في مشهد وطني مهيب، فلا يذهب عن أعيننا مشهد السيدة البسيطة التى أصّرت على لقاء سيادة الرئيس للتبرع بقرطها لصالح “تحيا مصر” أكبر من أن يزايد عليه أحد.
فى الواقع لم يكن الهدف من إجتماع السيد الرئيس بممثلي منظمات المجتمع المدني، هو منح هذه المنظمات مساعدات مالية تخطت نصف المليار جنيه، منصندوق “تحيا مصر” كما يدعي البعض، لكن الهدف كان توحيد وتضافر الجهود لخلق مناخ تكاملي للتنمية المستدامة، ويحتاج ذلك الى آلية عمل منظمة بنهج التنمية بالمشاركة، بحيث يتمثل جناحي التنمية في أصحاب وأهالى المناطق المستهدفة وجمعيات تنمية المجتمع المحلي أو الجمعيات الشرعية بالقرى المختلفة.
فجاءت دعوة السيد الرئيس للعديد من الجمعيات الأهلية من مختلف الجهات والقطاعات، لوضع رؤية تكاملية لجسر من المعرفة والتواصل، للعبور بالتنمية المستدامة والوصول بها لمستحقيها، من الأسر الأولى بالرعاية، ومحاربة معوقات التنمية، ثالوث الفقر والمرض والجهل.
أعتقد ان هناك ابعادًا أكثر عمقًا للفعالية، هي بحث الرئيس السيسي عن التوافق المجتمعي بين جميع الفئات، وايمانه بأن النسيج الوطني لابد وأن يكون له دور في عزف سيمفونية التنمية المتمثلة في “تحيا مصر” كلٍ في موقعه، وانكان هذا العمق استعصى على فهم البعض ممن امتهنوا التشكيك وبث الإتهامات هنا وهناك.
من وجهة نظري ان لقاء الرئيس بممثلي منظمات المجتمع المدني، كان لقاء تكليف أكثر منه تشريف، فاللقاء كان للمحاسبة والمسؤولية، والتأكيد على أن الدولة تمنح منظمات المجتمع المدني صفة النفع العام وجمع الأموال بأرقام موحدة بمعرفة البنك المركزي، لذا يجب عليها أن تتأكد أن هذه المنظمات تنفق الأموال التي تجمعها في أماكنها الصحيحة، وأن انشطتها توجه في الإطار العام لخطة الدولة للتنمية في المرحلة المقبلة.
لكن للأسف مازال ينقصنا حتى الآن العمل وفقًا لمنظومة تكاملية، ووضع خريطة للتنمية وقاعدة بيانات للمجتمع المدني، وصياغة القوانين والتشريعات، التي تساهم في خلق مناخ صحي للمجتمع المدني للعمل من خلاله، بعيدا عن التمويلات المشبوهة والعبث بالتبرعات التي تتلقاها هذه المنظمات، مع فرض الشفافية اللازمة والمساءلة الكاملة.
اطمئنوا متبرعي صندوق “تحيا مصر”، وتأكدوا أن رئيسًا طبق الحد الأدنى للاجور على نفسه، وتبرع براتبه لصالح هذا الوطن، حتما سيكون أكثر الحريصين على توجيه أموال الصندوق لدعم مشروعات تحقق الرخاء الذي يضمن غدٍ أفضل نحو مستقبل مشرق .
أما المغرضون فعليهم مخافة الله فى الوطن والتحلي بذرة من وطنية وعدم المزايدة، واشاعة البلبة في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن الى تضافر جهودنا جميعًا، لمواجهة تحديات المستقبل.
سطّرت كلماتي هذه لوضع دعوة السيد الرئيس في سياقها الطبيعي، وأنها جاءت للقضاء على الفقر المدقع فى ضوء الأهداف الانمائية للألفية بالأمم المتحدة، وكنت أأمل ان تسمح لي ظروفي بالحضور، لولا ارتباطي بواجبي تجاه الوطن، ، اقتداء بالمثل الأعلى زعيم الأمة.
تأكد سيدي الرئيس أن الجميع سيلبي الدعوة تحت مظلة سيادتكم كراعي للاسرة المصرية، وايمانكم بدور المجتمع المدني في قيادة الحراك المجتمعي لإحداث التنمية الشاملة، دمت لنا وتحيا جمهورية مصر العربية.
عضو المجلس التخصصى لتنمية المجتمع برئاسة الجمهورية..والوزير المفوض لشئون الملحقية الثقافية ورئيس البعثة التعليمية بسفارة مصر بالدوحة.
Leave a Reply