تلقيت دعوة كريمة من الكاتب الكبير الأستاذ حمدي رزق لحضور حفل توقيع كتابه الجديد “كيرياليسون” الصادر عن مؤسسة روزاليوسف ضمن سلسلة الكتاب الذهبي، كانت أجواء الحفل رائعة للغاية وشديدة الدفء، وكنت سعيدة بلقاء الأستاذ الكبير وباقي الحضور المميزين.
في نهاية الحفل أهداني الكاتب الكبير نسخة من الكتاب موقعة منه ببعض الكلمات الرقيقة، كُنت متلهفة للعودة إلى المنزل والحصول على ليلة رائعة بصحبة الكتاب الذي يحمل عنوانًا مثيرًا للفضول، خاصة وأن قضية المواطنة تحظى لديّ بأهمية خاصة، ولما لا وأنا من الجيل الذي تربى في أجواء مليئة بالحب تجمع بين المسلمين والأقباط، وأتذكر كيف كنا ونحن صغارًا تتركنا والدتي عند جارتنا المسيحية حتى تعود إلى المنزل وكيف كانت تعاملنا هذه السيدة بلطف ولا تفرق بيننا وبين أبنائها.
أما عن الكتاب فكما توقعت تمامًا أن الكتاب سيكون بلورة لفسلفة الأستاذ حمدي رزق العبقرية حول قضية المواطنة التي تبرز دائما في مقالاته، في وجه نظري أن “كيرياليسون” يعد بمثابة بلورة لجميع كتاباته السابقة حول قضية المواطنة، أو “فقه المواطنة الشعبية” كما يحب الكاتب أن يسميها، “كيرياليسون” هي عملية رصد لكل ما يهم الأقباط في الأعوام السبعة الماضية منذ 2011 وحتى تاريخ صدور الكتاب، أحوالهم، أحزانهم، أفراحهم، والعلاقات بين أقباط مصر ومسلميها التي يعتقد الكاتب أنها تتسم بالمحبة بكل ما طرأ ويطرأ عليها من مستجدات.
الكتاب ليس عبارة عن رحلة شيقة في عوالم إخوتنا الأقباط والتقرب أكثر إلى ثقافتهم وعاداتهم وتقالدهم الأصيلة فحسب، بل أيضًا مرجعًا تاريخيًا يرصد حقبة زمنية شديدة الدقة في تاريخ مصر وتاريخ وحدة شعبها، فالكتاب يحوي العديد من الوثائق الهامة التي توثق هذه الفترة بكل ما حدث فيها مما يجعله مرجعًا تاريخيًا هامًا يحفظ هذه الفترة في سجل التاريخ.
فالكتاب يرصد كراهية وتحريض المتشددين من جماعة الإخوان والجماعات السلفية وغيرهم من الجماعات الأصولية ضد الأقباط، والعلاقات التاريخية بين الأزهر والكنيسة، كما يخصص فصلاً كاملاً عن علاقة الأقباط بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وكيف أن هناك من يستغل الأحداث الإرهابية الموجهة ضد الأقباط في الترويج إلى أن الأقباط غير آمنين في عهد الرئيس، ويناقش كيف أن الرئيس بحنكته الكبيرة استطاع ترسيخ علاقة الأقباط الحميمة بوطنهم مصر من خلال زيارات أربع للكنيسة في أعياد الميلاد.
أشكر الكاتب الكبير الأستاذ حمدي رزق على إهدائي كتابه المميز، وأشكره مرة ثانية على هذه الوجبة الدسمة في المحبة الوطنية التى احتواها كتابه، فنحن وبحق في أشد الحاجة إلى التأكيد على روح المحبة الوطنية في هذه الظروف الحساسة، وأدعو جميع المصريين مسلمين وأقباط بترديد كلمة “كيرياليسون” أي “ارحمنا يارب” باللغة اليونانية فنحن في أشد الحاجة إلى رحمة تطمئن قلوبنا وتزيد المحبة بيننا.



Leave a Reply