ما إن تلبث قوى الشر الاعتقاد باستطاعتها النيل من مصر، حتى تجر أذيال الهزيمة أمام صمود المصريين ووحدتهم، كلما تلقت مصر ضربة إرهابية ازدادت قوة وإصرارًا على المواجهة، وكان أخرها حادث تفجيرالكنيسة البطرسيةالذي كان يهدف الى النيل من الوحدة الوطنية فزاد من أواصر الود بين أقباط مصر ومسلميها، اعتقدت قوى الشر أن باستطاعتها النيل من أمن مصر، ففاجئتهم الأجهزة الأمنية بالتوصل الى منفذ العملية ونشر تفاصيلها الكاملة في أقل من 24 ساعة.
الوحدة الوطنية في مصر ليست مجرد كلمة”متزوقة” بل فعل نابع من حب حقيقي وإحترام متبادل بين شركاء الوطن،تشاركوا المحن كما تشاركوا الفرح في تناغم فريد لعهود طويلة.
كلما خطت مصر خطوة نحو المستقبل حاولت قوى الشر العبث بالمشهد، ففي صباح فعاليات الحوار الشهري الأول للشباب استيقظ المصريين على خبر الحادث الإرهابي الخسيس، وقبل أن ينجح الإرهاب في زعزعة ثقة المصريين في أجهزة الدولة وفي أقل من 24 ساعة أعلن الرئيس السيسي بنفسه عن كل تفاصيل الحادث وأفصح عن هوية المنفذ في مشهد يذكرني بالصعدي “الجدع” الثابت على مبدأه “مش هناخد العزا غير لما ناخد تارنا”، حمل الرئيس على عاتقه مسؤولية نقل الحقيقة بنفسه اللى المصريين حتى يقضي على حالة الترقب التي انتابتهم ويرسخ حسن ثقتهم في أجهزة الدولة والتأكيد على أن مصر ستظل أمنة.
يجب أن نضع على رأس أولوياتنا في السنوات المقبلة التوصل لصياغة أكثر تماشيًا مع التطور الذهني الهائل للأجيال الجديدة، صياغة جديدة كليًا مواكبة لعصر السماوات المفتوحة والتطورالهائل في وسائل التواصل الاجتماعي لحماية هذه الأجيال من العبث بأفكارهم، الخطاب الديني هو الأخر يحتاج الى صياغة جديدة كليًا، صياغة تكسر جموده التقليدي وتجعل منه أكثر استنارة، وبتحقيق ذلك يمكن لنا بسهولة القضاء أول بأول على التراكمات التي تشكل قناعة العديد من الشباب وتنزع عنهم هويتهم وانتمائهم وتحولهم الى سلاح في يد القوى المتربصة بمصر يهددون به أمنها واستقرارها.
وكما كل محنة بعثت مصر برسالة الى العالم مفادها أنها قادرة على المضي قدمًا رغم كل العقبات وقادرة على دحر الإرهاب وتحقيق الاستقرار والنمو، وردًا على كيد الإرهاب اختتمت مصر الأسبوع بتنفيذ حكم الإعدام في حق الإرهابي عادل حبارة لتبعث رسالة للجماعات الإرهابية مفادها أن أجهزة الأمن المصري لن تدخر جهدًا في حماية مصر من إرهابهم والتنكيل بتنظيماتهم.
اعتقدت قوى الشر واهية أنها تستطيع إثناء مصر عن مسيرة التنمية، لكن باءت كل جهودهم بالفشل فبعد الحادث بأيام قليلة افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي محور “روض الفرج – الضبعة”، وأعطى إشارة البدء لافتتاح مشروع كوبري الشهيد لواء عمرو فتحي بالمنصورة، كما أصدر قرارًا جمهوريًا بالموافقة على تخصيص مساحة 10 أفدنة تعادل 41 ألفا و974 مترا مربعا من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة لصالح محافظة أسيوط لاستخدامها في إقامة مشروعات سكنية، وطالب بربط المدن الجديدة فى الصعيد بشبكة كبارى، تربط شرق النيل بغربه، ووجه الرئيس بإزالة المنازل الواقعة على مجرى السيول برأس غارب، الأمر الذي يعني أن مصر عازمة على المضي قدمًا في طريق التنمية مهما واجهها من تحديات ومخططات خارجية واداخلية للنيل منها.
ولا أجد خاتمة أفضل من كلمة الرئيس السيسي لقوى الشر، “إذا كان هدفكم الإحباط فإن غايتنا المقاومة”.
Leave a Reply