في إفطار الأسرة المصرية ترن فى أذنى كلمات الرئيس “السيسي” حول عملية إختيار نواب البرلمان والتي شبهها سيادته بـ”النسب”، تداولت في الفترة الماضية أسماء أشخاص وأحزاب لم نعهدها من قبل، فجيلي تربى على أن رمز الهلال “فئات” ورمز الجمل “عمال” يضمن كل منهما لصاحبه النجاح الأكيد و”البرطعة” تحت القبة الى أجل غير مسمى، أمضى جيلي البائس الجزء الأعظم من عمره في ظل تولي صفوت الشريف لوزارة الإعلام وفاروق حسني للثقافة، ولم يكن لدى أي منا أدنى شك أن مبارك الإبن سيصل الى سدة الحكم بعد أن يقرر الأب التقاعد، ورغم الخبرات التي إكتسبها الشعب المصرى عبر ثوراته المجيدة، الا أن ثقافة التنوع والتعدد أو الانتقاء مازالت تفتقر للحس السياسي، ومازلنا مطوقين بإختيار الطرق التي تبدو سهلة، كالثقافة السائدة عن سهولة الإمتحانات على الطريقة الامريكية فقط لكونها تعتمد نظام الإختيار ما بين الأقواس.
وبمفهوم التحليل الإستراتيجي سنقوم باستعراض سريع لنقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر لنصل في النهاية الى نتيجة واحدة وهي أننا فى أمس الحاجة الى برلمان قوي متزن لإرساء القواعد التشريعية والتى تفرز بطبيعتها اطر اقتصادية تهيئ لمناخ استثماري عربى دولي بقواعد التنمية المستدامة، التى تضرب بجذورها فى حياة الطبقة الوسطى من أجل تنمية إجتماعية يسودها تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، من أجل إحياء دور مصر التاريخي، وعودة القاهرة عاصمةً للتعليم بالعالم العربى والإسكندرية منارةً للثقافة والأقصر رمزًا للحضارة.
في رأيي الشخصي أن تعبير “النسب” الذي انتقاه سيادة الرئيس لوصف عملية إختيار نواب البرلمان -والذي اعتبره البعض دعابة- كان بالغ العمق، ففي “النسب” استقرار وانصهار، ومن نفس المنطلق يجب أن تقتصر إختياراتنا جميعًا على رجال سياسة وإقتصاد ورجال فكر وقلم، يملكون الخبرة الكافية لتصدير الوطن للأخر، ورسم خريطته بأحرف من ذهب للعبور بمصر بآلة الزمن متخطين ثلاثة وثلاثون عامًا من الفساد والتخبط، غير مأسوف عليها كأنها حقبة من حقب التدهور التي مرت بها مصر القديمة، والإنطلاق الى العالمية والتنافسية، وتحقيق الإزدهار في عهد الرئيس “السيسي” كإزدهار مصر الذي تحقق في عهد “محمد علي” الذي كان ركيزته الإصلاحات الثورية في مجال التعليم وتصحيح الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، غير عابئين بالتحديات الخارجية المتراكمة، واثقين في جنودنا البواسل وجيشنا العظيم.
أتمنى النجاح للدورة البرلمانية القادمة، وأن تفشل كافة المحاولات المضادة وتكف ألسنة الحاقدين عن النقد الهدام، فنحن شعب ذكي جدًا (صحيح عايز تحيرنا خيرنا بس هنتجاوز وهنعدى وهنختار ناس بتمثلنا وشبهنا مش بتمثل علينا لمصلحتها!)
يا شعب مصر العظيم حان الوقت كي نكون على قلب رجل واحد، فنحن من صنع تاريخ الحرية وضرب المثل فى قوة الإرادة، والآن نمتلك عزيمة الاختيار فى ظل ميلاد عهد جديد لرجل عهدناه صادقًا مخلصًا وفيًا، قدوة يحتذى بها، أحسنوا الإختيار وابذلوا قصارى جهدكم كي لا يقفز من هم دون المستوى الفكري والمجتمعي الى كرسي البرلمان، تحسسوا طريقكم نحو المستقبل فبإختياركم يُرسم مستقبل الوطن.
Leave a Reply